عبدالعزيز الماجد/أخبار الشمال
لاحظنا في الآونة الأخيرة كم الضغوط الهائلة التي تمارس ضد سياسة المملكة العربية السعودية تقودها بعض الجهات الدولية المشبوهة وذلك لعدة دوافع وأسباب، تتراوح ما بين سياسية واقتصادية وجيوسياسية جاءت على النحو التالي:
1. **السياسة الإقليمية**: لا شك بأن السعودية تلعب دورًا مهمًا في المنطقة، ولها تأثير كبير في العديد من الملفات الإقليمية والدولية مثل الصراع في اليمن، والتطورات في سوريا، وملف إيران. بالإضافة الى ما تشهده المنطقة من توترات جراء ما تمارسه اسرائيل من جرائم حرب وابادة وحشية ضد الفلسطينيين وبالأخص في غزة المنكوبة، ومن هنا تأتي تلك الضغوط في محاولة لتوجيه سياساتها أو التأثير على قراراتها في هذه الملفات وغيرها.
2. **الطاقة**:. بما أن السعودية هي واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، وأي قرارات تتخذها في هذا السياق بالتأكيد ستؤثر على الأسعار العالمية. من هنا تتزايد عليها الضغوط بهدف تغيير سياساتها في مجال إنتاج الطاقة، أو بهدف دفعها للتعاون في ضبط الأسعار العالمية.
3. **حقوق الإنسان**: بعض الدول والمنظمات المعادية تمارس ضغوطًا على السعودية بإختلاق قضايا تتعلق بحقوق الإنسان، حيث يتم استخدام هذا الملف المهترأ كأداة للابتزاز السياسي ويتضح ذلك جليا من خلال التركيز على ماتتداوله وسائل السوشل ميديا عن فيلم ^حياة الماعز^ سعيا الى تشوية سمعة المملكة على مستوى حقوق الانسان.
4. **التوازنات الدولية**: في ظل المنافسة بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، وروسيا تحاول هذه الدول ضمان تأييد السعودية واستقطابها الى محورها أو على الأقل تحييد موقفها. ضمن استراتيجية أوسع على خلفية تعزيز المملكة لمواقفها الجيوسياسية.
5. **التوقيت**: يعد هذا التوقيت مهما بالنظر الى ارتباطه بأحداث وتطورات تجري حاليا على مستوى الأقليم والعالم، كالانتخابات الأمريكية وصراع النفوذ الدائر بينها وبين الصين اضف لذلك حرب الإبادة التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، مما يجعل الإقليم قابعا على صفيح ساخن قابل للإنفجار في أي وقت ما يؤدي إلى إندلاع حرب أقليمية قد تتطور الى حرب عالمية ثالثة لا مصلحة لإحد في اندلاعها بهذا الوقت، مما يزيد من وتيرة التحركات الاستراتيجية على المستوى العالمي ويتطلب موقفًا سعوديًا محددًا.
٦. **السيادة والاستقلال**: تشهد المملكة العربية السعودية في ظل قيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مرحلة جديدة من السيادة والاستقلال على كافة الأصعدة سياسية وعسكرية واقتصادية مدعومة بإصلاحات جريئة وتنموية مستدامة يقودها الأمير في سعيه لتعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية. وفي هذا السياق، تحاول بعض القوى السياسية الدولية، ومن بينها وسائل إعلام غربية مثل قناة BBC البريطانية، الى تشويه سمعة الأمير من خلال ما تبثه من تقارير وأفلام وثائقية تنتقد شخصه وسياساته. الا أن هذه المحاولات البائسة لن تؤثر على عزيمة القيادة أو مسار الإصلاحات الجارية مهما كانت الأثمان جراء ذلك.
٧. **ذيول الإخونجية**: في ظل هذه الظروف المعقدة بالأقليم وما يشهده من توترات يتم دفع ذيول الأخوان المسلمين المشردين في بلاد اللجوء ، لإستخدامهم كأدوات رخيصة تمتاز بالانتهازية، حتى ولو كان على حساب الأوطان والشرف والقيم. حيث يعملون على استغلال الشعارات الدينية لخداع العوام وتجنيد الاتباع من القطعان والخونة، متوارين خلف الأقنعة الدينية التي يسعون من خلالها لنشر الخراب والفوضى في الدول العربية. وتتجلى خسة ونذالة هؤلاء الأذيال المنتمين لهذه الجماعة في استعدادهم الدائم لبيع الولاء لمن يدفع أكثر أو لمن يضمن لهم استمرارية النفوذ. كما انهم لا يتورعون عن التعاون مع أي جهة خارجية، بما في ذلك أجهزة المخابرات العالمية، التي تدرك تماماً مدى استعداد هذه الجماعات لتقديم خدماتها كأداة رخيصة وغير مكلفة تستخدم في زعزعة استقرار الدول وابتزازها.
٨. **محبة السعوديين وتأييدهم للقيادة**: يعبر السعوديين في كل مناسبة عن مدى محبتهم وتأييدهم الكبيرين لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث يرون فيه رمزاً للتغيير والتطوير. وذلك جراء الإصلاحات الجريئة التي يقوم بها سموه، في إطار رؤية 2030، والتي تلقى دعماً واسعاً من المواطنين والتفافا حوله معززين بإيمان قوي في رؤيته للمستقبل. خاصة مع التغيرات الغير مسبوقة في تاريخ البلاد والتي تزيد من فخرهم واعتزازهم بقيادتهم وثقتهم في تحقيق مستقبل مشرق ومزدهر للمملكة.
*ختاما*: فإن السعودية، بما تمثله من ثقل ديني وسياسي واقتصادي، كانت ولا تزال هدفًا رئيسيًا لمثل هذه المحاولات البائسة. من قبل الجماعات المتطرفة التي يتم استغلالها وتوظيفها من قِبل بعض الدول والقوى العالمية للضغط على المملكة بسبب مواقفها السياسية المستقلة والداعمة للاستقرار الإقليمي. ولهؤلاء العملاء أدوات مختلفة في نشر الفتن، وتأليب الرأي العام، والترويج لأجندات مغرضة هدفها إضعاف الموقف السعودي. وتهديد الاستقرار ومحاولة الابتزاز لدفعها إلى التخلي عن بعض المواقف السيادية على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري. ناهيك عن محاولة دول عظمى بعينها تسعى الى تحجيم الدور السعودي المتنامي على الساحة الاقليمية والدولية، خاصة في ظل التغيرات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المملكة والنقله النوعية على مستوى المشاريع التي تم تدشينها في سياق رؤية 2030 والهادفة إلى تحويل الاقتصاد السعودي لإقتصاد مؤثر على خريطة النفوذ الدولي باعتبارها من الدول العظمى على الصعيد العالمي.
حمى الله مملكتنا الغالية وقيادتها وشعبها ورد كيد الأعداء في نحورهم انه سميع مجيب الدعاء؛؛؛