أخبار الشمال
المهندس: خالد بن عايش السرحاني/عضو فريق دوم التطوعي
إن للبيت العتيق مكانته الروحية السامية فى نفوس كل المسلمين وبالأخص في هذا الموعد من كل سنة حيث يتزامن مع موعد أداء فريضة الحج، بالمقابل فإن قيادتنا الرشيدة تولي هذا الموسم المبارك اهتماما بالغ تترجمه حجم الاستعدادات وتسخير الامكانيات التي تقدمها في سبيل خدمة بيت الله الحرام وحجاجه الكرام الذين قصدوه من كل فج عميق طاعة لله وتلبية لنداء نبيه ابراهيم عليه السلام، وهذا مؤشر على أن لله حكمة في تمكين الأسرة الحاكمة لهذه البلاد المباركة وتحميلهم أمانة خدمة بيته ورعاية ضيوفه وتقديم كل ما يحتاجون إليه من خدمات ومعونات تهون عليهم رحلتهم المباركة وهم في طريقهم الى المشاعر المقدسة لإداء مناسكهم بكل يسر وسهولة محفوفين برجال أمن مجهزين على اعلى المستويات يرافقونهم من اللحظة الأولى لدخولهم أرض المملكة وحتى عودتهم إلى بلادهم بأمن وسلام، مؤدين الأمانة بكل أخلاص وتفان، يعاونهم في ذلك شعب عظيم وكريم ومضياف يتسابق أبناءه وبناته على نيل فرصة من الفرص التطوعية بهذا الموسم المبارك ليكرمه الله بشرف خدمة حجاج البيت ومساعدتهم في مشهد مهيب يبرهن على مسيرة هذا البلد المعطاء وعلى نهج قادته العظماء والذين سخروا كل الأمكانيات وقدموا كل صنوف الدعم في اطار تنفيذ توجيهات مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضده الأيمن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان _يحفظهما الله_ واللذان يبديان حرص منقطع النظير الى هذا الجانب تحديدا دونا عن سواه.
فبفضل من الله ثم بتوجيهاتهم الكريمة تم توفير كافة الخدمات من تأهيل للبنى التحتية وتعزيز أعمال المساعدة والنقل والتطبيب والمخيمات والتكييف والفراش للمبيت مع توفير الماء والكهرباء وأعمال الصيانة للمصليات ودورات المياه والاعتناء بالأشجار التي تلطف الأجواء ناهيك عن العيادات الطبية الميدانية للكشف عليهم وضمان خلوهم من الأمراض المعدية بالاضافة الى قياس العلامات الحيوية وعمل الفحوصات المخبرية والأشعة وعلاج الأسنان وصولا إلى صرف الأدوية، والكثير من الخدمات المقدمة من جهات ذات شراكة للخدمات المجتمعية والخيرية من منطلق المسؤولية المجتمعية، وهذا على المستوى الفني والتقني أما على المستوى البشري فعشرات الآلاف من أبناء هذا الوطن يعملون كخلية النحل طوال هذا الموسم لا يشكون التعب ولا يشعرون بالملل حامدين الله وشاكرينه بأن شرفهم أن يكونوا من أبناءه الفخورين بوطنهم وبتمكينهم من خدمة ضيوف الرحمن قاصدينه.
وفي هذا السياق لا بد أن نشير إلى متابعة وحرص وتوجيهات رئيس لجنة الحج العليا بالمنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف _يحفظه الله_ ووقوفه الشخصي من خلال الجولات التي قام بها متفقدا المنافذ والمحطات والمراكز التي ستكون محل عبور للحجاج القادمين عبر بوابة الوطن الشمالية منطقة الجوف وقد كان لهذا الأهتمام والمتابعة دورها الأبرز في اكتمال الاستعدادات ورفع مستواها الى القدر الذي يلبي توجيهاته الحكيمة واهتمامه في خدمة الحجاج وتقديم كل ما يحتاجون اليه من خدمات ضمن معايير جودة عالية وأفضليه يطمأن عليها بنفسه وفقه الله.
فمنطقة الجوف تستقبل في كل موسم حج آلاف الحجاج القادمين من دول العربية وشرق أوسطية ومحطتهم الأولى هي ( مدينة الحجاج ) بأبوعجرم والتي بنيت على مساحة تفوق المليون متر مربع وبقدرة إستيعابية تصل إلى الثلاثة الاف حاج باليوم ويقدم من خلالها كافة أنواع الخدمات التي توفر احتياجات الحجاج،
وبتوجيهات ودعم سموه الكريم يقوم أهالي المنطقة بالتعاون مع المؤوسسات الحكومية والجمعيات الخيرية وفرق التطوع بتقديم كافة الخدمات لضيوف بيت الله الحرام وهم معتادين على ذلك منذ ما يزيد على 20 عاماً، وسيرا على نهج القيادة الرشيدة يحفظها الله فقد استشعر نادي الجندل الرياضي في منطقة الجوف مسؤوليته في هذا الجانب إدراكا منه لأهمية المشاركة المجتمعية، وقام فريق دَوم التطوعي التابع لإدارة المسؤولية الاجتماعية بالنادي بشراكة مجتمعية مع إمارة منطقة الجوف ورئاسة فخرية لسعادة محافظ دومة الجندل الدكتور / طلال التمياط _حفظه الله_ للمساهمة في برنامج استقبال وخدمة ضيوف الرحمن من حجاج البر المارين عبر مدينة الحجاج بمركز أبو عجرم التابع لمحافظة دومة الجندل بمنطقة الجوف دعما في تحقيق أهداف البرنامج الذي يقدم كل ما يمكن لخدمة ضيوف الرحمن وهو واحد من برامج رؤية المملكة 2030 ، التي تتطلع القيادة باهتمام بالغ لها من حيث التحفيز على إثراء التجربة والسمو بها على المستوى الديني والثقافي والعلمي بهدف تيسير كل اجراءات حجاج بيت الله الحرام وتقديم الخدمات اللازمة لهم وهم في طريقهم بإتجاه للمشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج.
مدينة الحجاج بمنطقة الجوف مركز ابو عجرم
واليكم هذه الأبيات لبدوي الجبل الشاعر الذى تخيل أنه يسير فى رحلة إلى بيت الله الحرام بروحه وخياله فوصف هذه التجربة قائلا:
بنور على أم القرى وبطيبة ☆☆ غسلت فؤادي من أسى ولهيبِ
لثمت الثّرى سبعا وكحّلت ☆☆ مقلتي بحسن كأسرار السماء مهيبِ
أما ما يستثيرني شخصيا من شوق لنفحات هذا المكان المقدس فإنه ألهب قريحتي حتى قلت فيه:
إِلى عَرَفاتِ اللَهِ يا خَيرَ زائِرٍ
عَلَيكَ سَلامُ اللهِ فى عَرَفاتِ
وَيَومَ تُوَلّى وُجهَةَ البَيتِ ناضِرًا
وَسيمَ مَجالى البِشرِ وَالقَسَماتِ
عَلى كُلِّ أُفقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ
تَزُفُّ تَحايا اللهِ وَالبَرَكاتِ
إِذا حُدِيَت عيسُ المُلوكِ فَإِنَّهُمْ
لِعيسِكَ فى البَيداءِ خَيرُ حُداةِ
لَدى البابِ جِبريلُ الأَمينُ بِراحِهِ
رَسائِلُ رَحمانِيَّةُ النَفَحاتِ
وَفى الكَعبَةِ الغَرّاءِ رُكنٌ مُرَحِّبٌ
بِكَعبَةِ قُصّادٍ وَرُكنِ عُفاةِ
وَما سَكَبَ الميزابُ ماءً وَإِنَّما
أَفاضَ عَلَيكَ الأَجرَ وَالرَحَماتِ
وَزَمزَمُ تَجرى بَينَ عَينَيكَ أَعيُنًا
مِنَ الكَوثَرِ المَعسولِ مُنفَجِراتِ
وَيَرمونَ إِبليسَ الرَجيمَ فَيَصطَلي
وَشانيكَ نيرانًا مِنَ الجمرات
