تضامنا مع حملة كفيتو ووفيتو برعاية أمانة منطقة الجوف
بالشراكة بين وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان والبنك الأھلي السعودي

أخبار الشمال/عبدالعزيز الماجد
تقول الطرفة إن رجلًا ضجر من كثرة الكتابات التي تسطر على الجدار الخارجي لمنزله، وحين عجز عن معالجة كثرتها بادر إلى دهان الجدار بشكل كامل ليصبح نظيفًا من العبث الفوضوي الذي يمارسه البعض عليه عبر كتابات من كل شكل ولون، لكنه حين استيقظ في اليوم التالي لدهنه الجدار، وجد عليه عبارة بالخط العريض تقول «مبروك الدهان الجديد.



تعتبر بلدية محافظة القريات من الجهات الفاعلة والرئيسية التي تولي اهتماماً كبير في تحسين البيئة السكانية والعمرانية في المحافظة. حيث يعمل رجالها مشكورين في إطار جهود كبيرة ومضنية في أحيان كثيرة بهدف إزالة التشوهات البصرية والمسيئة للذوق العام، وقد قادت أمانة منطقة الجوف ممثلة ببلدية محافظة القريات العديد من الحملات الإرشادية التي أريد منها رفع منسوب الوعي والإدراك لأهمية هذا الأمر وضرورة التقيد به والمساهمة في ترسيخه على أرض الواقع.
إلا أن هناك بعض الأفراد الذين يمارسون أفعالاً غير مقبولة ولا تبت للأخلاق والقيم الإنسانية والمجتمعية والوطنية بصلة ناهيك عن أنها مؤشر على انعدام الحس الوطني من خلال تعمدهم الاعتداء على الملكيات الخاصة وكذلك العامة والكتابة على جدرانها بعبارات غير لائقة تصل في بعضها إلى درجة البذائة والألفاظ المسيئة والمعيبة بنفس الوقت، ناهيك عما تخلفه من اعتداءات غير قانونية على الممتلكات بشكل عام. وهذا السلوك سلوك غير مسؤول وغير أخلاقي يعكر صفو الجهود المبذولة من الجهات المعنية للتخلص منه وإظهار المحافظة بشكل جميل وأنيق يليق بها وبأهلها.
إن الكتابة على الجدران عمل سلبي ينطوي على العديد من الدلالات التي تعكس تصرفات مسيئة لأشخاص مخربين يحاولون التأثير بأفعالهم المشينة على جمالية البيئة الحضرية وتعكير صفوها بتصرفاتهم الغير مسؤولة والتي تمثل شكلاً من أشكال التلويث البصري، والانتهاك لحقوق الملكية الخاصة والعامة بشكل يخالف كل القوانين والأعراف السائدة لدى المجتمعات الواعية والمتحضرة.
وفي بعض الأحيان تتضمن هذه الكتابات رسائل غير لائقة أو عنصرية أو طائفية، تثير الفتن وتعكر صفو الأجواء الاجتماعية. معبرة عن عدم احترامها وتمردها على خصوصية المكان والبيئة التي من المفترض المحافظة على سلامتها ونظافتها.
كما تتسبب هذه الظاهرة في خسائر مالية عالية على الأفراد والمؤسسات العامة التي تضطر لإصلاح وإعادة تأهيل الجدران المتضررة، ناهيك عن ما تحدثه من فوضى وتشتيت للجهود التي تبذل من أجل تحسين مظهر المحافظة والنهوض بها إلى ما يليق بأهلها والزائرين لها.
ولعل الأكثر سوء ما تظهره هذه الأفعال المشينة من عدم الانتماء والترابط الاجتماعي الذي يجب أن يسود المجتمع للحفاظ على نظافته وجماليته. فالاهتمام بالأملاك العامة والخاصة والحفاظ عليها يعكس وعياً بالمسؤولية الاجتماعية والتعاون الإيجابي لبناء مجتمع أفضل وأكثر تقدما.
أضف إلى ذلك كله بأن الكتابة على الجدران بشكل مسيء تتعارض كلياً مع قيم وتعاليم ديننا الحنيف الذي يحث على النظافة والترتيب وحسن المعاملة مع الآخرين. وحرمة التعدي على الأملاك العامة والخاصة بما يدعو إلى الاستفزاز والاشمئزاز معاً، ناهيك عن أنه مخالف للقانون والعرف كما أشرنا.
إن هذه الأفعال المستنكرة تؤثر على المجتمع الحاضن لها وكذلك على السائحين الزائرين إذ تخلق بيئة سلبية تمس بسمعة المدينة وتقلل من جاذبيتها على المستوى السياحي والاقتصادي.
ومن هنا يبرز دور السلطات المحلية والإدارات المعنية في مكافحة هذه الظاهرة والحد من انتشارها وتشديد العقوبات على من يقومون بها على اعتبار أنها أفعال غير قانونية ولا أخلاقية.
ختاماً نود التأكيد على الجميع بضرورة أن يتحلوا بالمسؤولية والاهتمام بأماكنهم العامة والخاصة وعدم التساهل مع من يعمل على تلويثها أو تخريبها بشكل فوضوي ومتعمد من خلال الإبلاغ عنه لدى الجهات المختصة لتقوم بواجبها تجاهه.
كما أن من الأهمية بمكان أن ندرك بأن الحفاظ على الأماكن العامة والخاصة نابع من واجبنا الاجتماعي والبيئي وكذلك الوطني، وبأن تقديم مظهر جمالي ونظيف للمجتمع يعكس مدى احترامنا لبعضنا البعض ولبيئتنا ويعزز من شعور الانتماء الوطني والفخر بالمكان الذي نعيش فيه.
بدورنا صحيفة أخبار الشمال فإننا ندعو الجميع إلى التعاون والتكاتف والعمل المشترك للحفاظ على جمال ونظافة بيئتنا والارتقاء بمكانة مدينتنا وسمعتها بين مناطق ومدن المملكة التي تشهد نهضة عمرانية وتطوير وتنظيم وإنجاز على كافة المستويات والأصعدة بشكل غير مسبوق في تاريخها.