عبدالعزيزالماجد/أخبار الشمال
عانت محافظة القريات، مثلها مثل العديد من محافظات المملكة، من أزمة حادة بعد صدور قرار وزارة التعليم باغلاق الجامعة التي كانت تُعَدُّ معقلًا للعلم والتقدم والمعرفة. واعتبروا بأن القرار لم يكن مجرد تغيير في الوضع الأكاديمي للمحافظة بل كان له تداعيات عميقة على المجتمع المحلي، تشمل تأثيرات نفسية ومعنوية وكذلك مادية سيتكبدها أهالي القريات وطلابها.
أما عن التأثير النفسي والمعنوي فان إغلاق الجامعه، واقتصارها على تقديم برامج الدبلوم فقط، خلف فراغًا كبيرًا في حياة الطلاب وأسرهم. حيث كان العديد من الشباب الطموحون يتطلعون إلى استكمال تعليمهم العالي في القريات وبالقرب من أسرهم، لكنهم الآن يجدون أنفسهم مضطرين للانتقال إلى مدن أخرى بعيدا عن أهلهم لمواصلة دراستهم، وهو ما يفرض عليهم تحديات كبيرة تشمل تكاليف الانتقال والإقامة والسكن وما الى ذلك، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا على الأسر، بالإضافة إلى ما يصاحب ذلك من ضغوط نفسية ناتجة عن التغيير المفاجئ في حياة الطلاب.
وفيما يخص محافظة القريات كمدينة، فقد أدت هذه الخطوة إلى فقدانها لمرفق تعليمي حيوي كان له تأثير إيجابي على حياة الطلاب اليومية. فلم تكن الجامعه مجرد مكان للتعليم، بل كانت مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا يعزز من روح التفاعل المجتمعي. ومع اغلاقها، بدا الكثيرون يشعرون بأن الفرص التي كانت متاحة لأبنائهم قد تقلصت، مما يترك أثراً سلبياً على معنوياتهم وأملهم في تحقيق تطلعاتهم.
**نداء إلى سمو أمير المنطقة**
بدورنا صحيفة أخبار الشمال واستجابةً لمشاعر الإحباط والقلق التي تسود في محافظة القريات، بهذا الخصوص فإننا نوجه نداءً بأسمهم إلى صاحب السمو الملكي أمير منطقة الجوف الأمير (فيصل بن نواف بن عبدالعزيز) حفظه الله كي يتدخل مشكورا في الأمر ويطالب إدارة التعليم بإعادة النظر في قرار إغلاق الجامعة وفتح أبوابها مجددًا. حيث سيكون لإعادة فتحها آثار إيجابية كبيرة على المجتمع المحلي. وسيسهم ايضا في تعزيز التعليم العالي بالمحافظة، ويفتح آفاقا جديدة للشباب، تدعم من طموحاتهم في تحصيل علمي يفيدهم وبالتالي يفيد الوطن؟ ناهيك من أنه سيعزز فرص القبول لطلاب المنطقة بالعموم والمحافظات بشكل خاص، خاصة بعد أن تم السماح لقبول طلاب من مناطق أخرى بالتقديم على جامعات المناطق الصغيرة ما أدى الى استحواذهم على العديد من المقاعد على حساب طلاب المنطقة ومحافظاتها، كما تمنوا على سموه الكريم أن يأخذ بما ورد عن تقرير لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى، والذي حذر في دراسته لأداء وزارة التعليم للعام المالي 1443-1444 من قرار إغلاق بعض فروع الجامعات في المحافظات والمناطق، منبها لتبعات هذا القرار وما سينتج عنه من ضياع فرص التحاق طلاب وطالبات متميزين بالتعليم الجامعي، يمكن الاستثمار في قدراتهم وتميزهم للمساهمة في تنمية واقتصاد الوطن، وقد طالب تقرير اللجنة الذي ناقشه المجلس ثم صوت على التوصيات وأقرها في جلسته العادية 41 من أعمال السنة الثالثة للدورة الثامنة التي عقدها في الـ24 من ذو القعدة من العام ١٤٤٤ هجري، وزارة التعليم بدراسة الآثار المترتبة على إغلاق بعض فروع الجامعات في المحافظات والمناطق ذات الكثافة السكانية والبعيدة عن المقار الرئيسة, والنظر في إعادة فتحها وفق معايير تضمن جودة مخرجاتها التعليمية.
بالمقابل فإن أهالي القريات يدركون جيدا مدى اهتمام سمو أمير المنطقة بالنواحي التعليمية والعلمية، ومن هنا جاءت مناشدتهم لسموه الكريم فالطالما عبروا عن ثقتهم الكبيرة بحرصه الدائم على تلبية احتياجات المنطقة وأهاليها، بما يحقق تطلعاتهم في كافة المحافظات والمراكز التابعة لها. مؤكدين على أن إغلاق فرع الجامعة قد تسبب في معاناة كبيرة للطلاب وأسرهم، حيث بات العديد منهم يواجهون صعوبات مالية ونفسية بسبب الحاجة إلى الانتقال إلى مدن أخرى لمواصلة تعليمهم. منوهين الى أن محافظة القريات تستحق إستعادت مكانتها كمركز علمي وتعليمي في المملكة. وبإن إعادة فتح الجامعة لن يكون مجرد إعادة لمرفق تعليمي، بل سيكون بمثابة تعبير عن الالتزام برفاهية المواطنين وتطوير محافظات المنطقة ومراكزها بشكل عام.
ختاما : فإن صحيفة “أخبار الشمال” الالكترونية إذ تقوم بواجبها في نقل هذه المناشدة لتصل الى مسمع ومرأى سمو أمير المنطقة فإن الأمل يحبوها كما أهالي المحافظة أن يجد صوتهم صدى لدى سموه الكريم وأن يتم إعادة النظر في قرار إغلاق فرع جامعة الجوف، بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة للمنطقة ودعم شبابها وشاباتها في مواصلة مسيرتهم التعليمية.
